منوعات

مشكلة التصحر

إن التصحر هو عبارة عن تدهور في الأراضي الموجودة  في المناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة، ويرجع هذا التدهور إلى عوامل متعددة، منها عوامل مناخية وأخرى ناتجة عن الأنشطة البشرية.

يؤثر التصحر على الإنسان والحيوان والنبات، كما يؤثر على سطح التربة واحتياطي المياه الجوفية، وحسب تصريحات اليونسكو، فإن ثلث مساحة اليابسة في العالم مهدد بالتصحر، والذي سوف يكون مؤثراً على سبل عيش ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على فوائد النظم البيئية التي توفرها الأراضي الجافة.

 

أسباب مشكلة التصحر:

1-   الرعي الجائر

يحدث الرعي الجائر بسبب عندما تتعرض النباتات إلى رعي مستمر وكثيف، دون أن تعطى تلك النباتات فرصة للنمو والتعافي،  مما يجعل من الصعب على النباتات أن تنمو مرة أخرى، ويؤدي هذا إلى فقدان الغطاء النباتي، مما يؤثر سلباً كل من الأرض والحيوانات

2-  إزالة الغابات

يحتاج الناس إلى قطع مزيد من الأشجار، لسد حاجتهم إلى الأخشاب لبناء منازلهم وصناعة أثاثهم وغير ذلك من الأنشطة الأخرى.

مما له تأثير كبير على الغطاء النباتي في تلك الغابات، والتي تتحول مع الوقت إلى مناطق قاحلة، حيث لا تجد الأشجار الفرصة للأزدهار مرة أخرى.

3-  الممارسات الزراعية الخاطئة

بعض المزارعين لا يعرفون كيفية استخدام الأرض بشكل فعال، فيقومون بتكثيف الإستخدام الزراعي للأرض، أو تحميلها فوق قدرتها البيولوجية، مما يؤدي بشكل أساسي إلى تجريد الأرض من كل ما لديها وتحولها مع الوقت إلى أرض جافة.

4-  الإفراط في استخدام الأسمدة والمبيدات

غالبًا ما يؤدي استخدام كميات مفرطة من الأسمدة ومبيدات الآفات لزيادة غلة المحاصيل على المدى القصير، بينما يكون لذلك أضرار جسيمة على التربة على المدى الطويل، وقد تتحول هذه الأراضي من أرض صالحة للزراعة إلى أرض قاحلة بمرور الوقت

5-  الإفراط في إستخدام المياه الجوفية

المياه الجوفية هي المياه العذبة الموجودة تحت الأرض وهي أيضًا واحدة من أكبر مصادر المياه، وعند إستخدام تلك المياه بشكل متزايد وغير متوازن، يؤثر ذلك على كم المخزون منها ويسرع من إستهلاكه، فيتسبب نضوبها في حدوث التصحر للمناطق الموجودة بها.

6-   تغير المناخ

يلعب تغير المناخ  دورًا كبيرًا في التصحر،  فنجد على سبيل المثال زيادة درجة الحرارة في هذه الأيام، يؤدي هذا إلى زيادة فترات الجفاف، يصبح التصحر أكثر وأكثر بروزًا.

7-  الكوارث الطبيعية

في بعض الحالات قد تتضرر الأرض بسبب  الكوارث الطبيعية، مثل تعرض الأرض لكارثة الجفاف المفاجيء، وفي هذه الحالة لا يوجد الكثير مما يمكن للناس القيام به، بإستثناء العمل لمحاولة إعادة تأهيل الأرض بعد أن تضررت بفعل الطبيعة.

 

الآثار المدمرة لمشكلة التصحر:

1-   إستحالة الزراعة

إذا أصبحت منطقة ما صحراء، فيكون من المستحيل تقريبًا زراعة محاصيل كبيرة بتلك الأراضي بدون تقنيات خاصة،مما يكلف الكثير من المال لمحاولة القيام بذلك.

2-   الجوع

إن تحول المناطق الزراعية إلى مناطق جافة بسبب تعرضها للتصحر، سيصبح الغذاء الذي تنتجه تلك المناطق أكثر ندرة، وسيكون الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق أكثر عرضة لمشكلة الجوع، كما أن الحيوانات سوف تجوع أيضاً.

 

3-  تدني جودة المياه

إذا تحولت منطقة ما إلى صحراء، فإن جودة المياه الموجودة بها سوف تصبح أسوأ بكثير مما كانت عليه من قبل تصحرها، ويرجع ذلك لأن الحياة النباتية تلعب دور مهم في الحفاظ على المياه نظيفة وصافية.

4-   الفقر

كل النقاط التي تحدثنا عليها سلفاً في أثار التصحر، يمكن أن تؤدي إلى الفقر إذا لم يتم كبحها، فإنه بدون الطعام والماء يصعب على الناس الازدهار، مما يساعد على تحولهم إلى الفقر مع مرور الوقت.

 

حلول مشكلة التصحر:

1-   تغييرات السياسات الزراعية

حيث يمكن تطبيق السياسات الزراعية التي تساعد في الحد من التصحر، وذلك بتحديد عدد المرات التي يمكن للناس فيها الزراعة، ومقدار ما يمكنهم زراعته في مناطق معينة، فكل ذلك يساعد على تقليل المشكلات التي غالبًا ما ترتبط بالزراعة و التصحر.

2-  التعليم

في البلدان النامية، يعد التعليم أداة مهمة للغاية يجب استخدامها لمساعدة الناس على فهم أفضل طريقة لإستخدام الأراضي التي يزرعون عليها، وكذلك تثقيفهم حول طرق الحفاظ على البيئة، كل هذا سوف يساعد على إنقاذ المزيد من الأراضي من أن تصبح صحراء.

3-  التقدم التكنولوجي

في بعض حالات التصحر نجد أن الحلول التقليدية غير مفيدة بشكل كبير في حل تلك المشكلة، لذلك يجب أن يكون هناك بحث وتطبيق لأحدث التقنيات التي تتخطى حدود ما نعرفه حاليًا عن دوافع التصحر، مثل إكتشاف طرق ري وزراعة حديثة، مما قد يساعد في إيجاد المزيد من الطرق لمنع مشكلة التصحر.

 

 

4-   تقييد ممارسات التعدين

غالبًا ما يسبب التعدين تدمير مساحات كبيرة من الأرض، لذلك يجب أن تعمل الحكومات على تنظيم ممارسات التعدين، وذلك من أجل الحفاظ على المحميات الطبيعية والأراضي الزراعية، وبالتالي سوف يقلل ذلك من تحول الأراضي إلى أرض قاحلة، مما يخفف من مشكلة التصحر إلى حد ما.

5-  إعادة زراعة الغابات

ينبغي النظر في المناطق التي تعرضت لإزالة الغابات في الماضي لإعادة زراعتها مرة أخرى، حيث  تعتبر زراعة الأشجار في تلك المناطق مهمة جدًا لأنها مساحات تخزين طبيعية لثاني أكسيد الكربون، كما أنها تبطئ من ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يساهم في الحفاظ على التوازن الطبيعي والتقليل من تصحر الأرض.

في حين أن استخدام تلك المناطق لأغراض أخرى قد يحولها إلى أراضٍ قاحلة على المدى الطويل. لذلك ، فإن غرس الأشجار في المناطق المتضررة لا يمنع التصحر فحسب ، بل يحارب أيضًا مشكلات بيئية إضافية .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى