كورة عالمية

أفعال وأدعية مستحبة عند نزول المطر

من سنة نبينا أن ندعي عند نزول المطر ونقول: (اللهم صيِّبًا نافعًا). عن عائشة رضي الله عنها أن النبي الله عليه أفضل الصلاة والسلام كان عندما يرى المطر يقول اللهم صيِّبًا نافعًا – رواه البخاري.

و في رواية أخرى عن النسائي اللهم اجعله صيبًا نافعًا، وعن ابن ماجه: اللهم سيبًا نافعًا، وفي رواية أخرى اللهم صيبًا هنيئًا.

قوله صيبًا مع تشديد حرف الياء يعني المطر، وذلك كما قام بتفسيره ابن عباس، وهو المطر الشديد الذي يصيب أي يقع، وقيل أن الصيب هو السحاب أيضاً، و ابن الأثير قال: معنى صيبًا أي متدفقًا بغزارة، و قوله سيبًا بالسين يعني العطاء؛ و ذلك لأن العطاء يعم كل أنواع الخير و الرحمة.

ندعو الله بأن يكون الصيب نافعًا؛ ذلك لأن المطر الكثير لا نفع فيه؛ و عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليست السَّنة بألا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا، وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئًا.

يقصد بـالسَّنة في الحديث هي القحط الشديد ليس بألا يمطر، بل بأن يمطر ولا ينبت؛ وذلك لأن حصول الشدة بعد توقُّع الرخاء وظهور مخالفه أفظعُ مما كان حاصلًا أول الأمر.

أما قوله هنيئًا أي موافقًا للغرض، و لا ضرر أو تعب فيه و لا ينغِّصه شيء.

من السنن قول “مطرنا بفضل الله ورحمته” عند نزول المطر أو حتى بعده، فعن زيد الجهني، قال صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح في الحديبية: هل تدرون ماذا قال ربكم؟، قالوا: الله و رسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمنٌ بي و كافر، فأما من قال: مُطِرْنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمنٌ بي و كافرٌ بالكوكب، و أما من قال: بنَوْءِ كذا و كذا، فذلك كافرٌ بي و مؤمنٌ بالكوكب – رواه البخاري و مسلم.

من السنن أن يكشف الإنسان جزء من جسمه حتى ينزل عليه المطر فهو كله بركة، حيث يقول الله عز و جل: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ – ق: 9.

روى الإمام مسلم في صحيحه، عن حديث أنس: أصابنا ونحن مع رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم مطر، فحسَر الرسول صلى الله عليه و سلم ثوبه كي يصيبه المطر، فقلنا: يا رسول الله، لمَ فعلت هذا؟ قال: لأنه حديثُ عَهْدٍ بربِّه تعالى.

 

شرح الإمام النووي هذا الحديث في صحيح مسلم و قال: معنى (حسر) أي كشف عن جزء من بدنه، و معنى حديث عهد بربه أي تكوين ربِّه إياه، أي المطر رحمة، و هي قريبة العهد في خَلْق الله عز وجل لها.

قال ابن عثيمين في كتابه الشرح الممتع: ويسنّ أن يتم الوقوف عند أول المطر، و هي ما يثاب عليها فاعله، و لا يعاقب تاركه، و هذه من السنن الثابتة ، و عليه يقوم الإنسان و يظهر جزءاً من بدنه إما من ذراعه، أو من ساقه أو رأسه، حتى يصيبه المطر، و ذلك تِّباعًا لسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم.

تستحب كثرة الدعاء عند نزول المطر؛ حيث يدعو الإنسان ربه بما يشاء، عن مكحول أن النبي عليه أفضل الصلاة و السلام ، قال: اطلبوا استجابة الدعاء عندما تلتقي الجيوش، و عند إقامة الصلاة، و نزول الغيث – أخرجه الشافعي ، و صححه الألباني في الصحيحة (1469) بشواهده.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى